الجمعة، مايو 24

Y-ana❤ حكايتي الحقيقية!




ولا أعرف لم بعد كل هذا العمر من الغياب يعود إليّ .. هاجس الاستيقاظ باكراً 
منذ زمن نسيت كيف يكون الصباح صباحا ، وماعدت اعرف منه غير اسم ووصف .. 
أنام طويلا لأبقى طويلا بعيدة عن واقع لاأستطيع احتماله ولا التأقلم معه ، لكنها على ما يبدو هي الذكرى الوحيدة القادرة على انتزاع كل أقنعتي عن وجهي .. تشدني من يدي وتضعني أمام مرآتها لأرى فيها وجهي الشاحب وقلبي المفتوح على جراح الأمس التي أبت أن تلتئم .. ياااه كم كبرت هذه الجراح وهي اليوم بمخالب وأنياب تضحك لي ضحكة شريرة تبعث في جسدي رعشة الخوف .. وأنا هنا بمواجهتها وحيدة تقف الذكرى خلفي تخيط بيديها ثوب زفافي على الواقع كي ألتقيه وانا بكامل دموعي وأرقي !
تعكس لي مرآتها نظرة النصر وكأنما كانت في كل ما مضى تنتظر فرصة لتنقض على سكوني وتحيله إلى ضجيج لا منتهى له .. 
أذكر أنني كنت ممتلئة به ذا القلب المثقوب واليد المفتوحة ، على رائحة الحياة . .
 كنت في كل مرة يتيح لي الزمن فرصة التقاطها ألثمها بضمأ الفاقد لأمه وكأنما لن يحتضنها ثانية !! 
كانت رائحتها كرائحة الحب في زمن الطين و .. كنت أعبر بشمها أزمنة غابرة وأجول في طرقات الصدق والانتماء .. أجلس مع أطفالها وأقبل رأس شيخها وأترك بصمات أصابعي على عجين امرأة ما فتئت تعد الحياة لرجالها ! 
أمر بمسجدها وأقف على نواصيها أسند رأسي لجدار الطين يمربي نسيم الحميمية القادم من آخر الطريق ، حيث يحتضن البيت الآخر ويخبره في صمت أنه سنده وإن عظمت الخطوب .. توقظني نظرته الحادة والمركزه على وجهي من غفوة الحنين المجنونة .. وتبقى تفاصيلها سراً فأشيح بعيناي عنه مبتسمة كي لا ينفضح عشقي المتمرد لما بين الجفن السفلي والحاجب ، أذكر أن أصابعي تتحول إلى مجموعة من أطفال يهوون اللعب فوق الثلج الساكن في رأسه .. هذا الجليد الصامد والذي كان يزداد بياضا كلما تقدم العمر ساعة كنت أنا أيضاً أهيم به أرى فيه نقاءً ما عاد يظهر في مقدمات الوجوه والكلمات وكان يخبرني عن حزنه الكثير مما لاتقوله لي شفتاه المطبقتين بقوة على ما خلفها.. 
كان له عينان بعمق المحيطات سوادها قارب هش يحاول أن يتجاوز الأمواج الهائجة بصعوبه يرفع مجدافيه إلى السماء داعياً أن تنتهي رحلته على خير ... يحاول جاهداً أن يسد ثقوبه ويخفي تشققه إلا أن دفقة من ماء تعرف الطريق إلى داخله فخارجه لتفضح ألمه يعود ليجفف ما ابتل منه بما يجده أمامه ليتحول النزيف الشفاف إلى سكاكين تفتح بداخله ملايين الثقوب ، ساحتي المحببه كانت ممتدة ما بين منكبين يملأها عشب دفيء لطالما تحرشت به كي تنبعث منه رائحة الحنان رائحة الأرض التي كان قد نما جذره فيها قبل أن يصل إليّ .. 
وصمته  ذو الصوت العالي يصلني وإن كان في أقصى الشرق من كل ما حولى ، صوته القادم من عمق الروح يأتي إلي محملاً بفرح صغير يكبر بمجرد أن ابتسم ويتألق هكذا قال لي ذات لقاء !! كنت أشعر بصوته يعزف على وتر روحي سيمفونية الأبدية ترد الروح بضعف ( أريده ) ويتلاشى كل شي ما عدا أثير يحمل النغمات إلى أذناي ... 
كان في مشاعره طفل لا يعي مالذي يحدث معه ولا كيف يشرحه لي .. وكان بين الناس جبلا يتصدى للريح والهزات .. كان عالما يعج بالمتناقضات وكنت أحب ارتفاعه ونزوله كما كنت أحب مجاراته في اللعب على أطراف الحب دون الوصول إلى منتصفه خشية أن تحترق فراشاتي من ناره .. ناره المتقدة الجائعة لو مددت لها يدي لألتهمتني دون أدنى شعور بالذنب...لم أكن لفرط انبهاري بما هو عليه لأرى سواه ، وكنت في كل يوم أعيش تجربة اكتشاف جديدة الشغف هو بطلها الوحيد ، رجل ماعدت استطيع بعد أن عرفته العيش في مستوى اقل أو أكثر منه .. كان يمثل بالنسبة لنظرياتي السابقة برمتها كان يمثل المنتصف بالضبط وكأنما جاء من حيث جاء ليكون نموذجي الأساسي والذي بت أقيس به كل البشر والأشياء من حولي .. أفسدني حين فعل ذلك وكان قد أفسد قبلها ذائقتي وحاسة شمّي بحيث لم يعد أي عطر سوى عطره تتقبله أنفاسي ولا لون سوى لونه تميزه عيناي !!!حبه كان يحمل التحدي شعاراً لا ينكس أبدا لذا كنت معه دائمة الركض والبحث والتساؤل ، متى وكيف وأين و... لماذا ؟ وكنت قادرة على تقمص دور الأم حينا والابنة والحبيبة .. هل كان عالما افتراضيا من صنع أمنياتي ، أم كان حقيقيا لدرجة معها ما كنت أعي أنه حقيقي !!؟؟؟ 
ما أنا متأكدة منه أنه كان حكايتي الحقيقية والتي أظنني قطعت كل المسافات السابقة كي أصل إليه .. وكان هو الصورة المرادفة لكل ما عليه الزمان والمكان ......
توكزني الذكرى بإبرتها والتي تخلت عن خيطها للتو .. فقد أنهت  ثوبي وهي تطالبني بارتدائه كي لا أتوه عنها مرة أخرى ... استيقظ من حلمي الطويل على صوتها الخشن والمخيف .. تسألني عن سر ابتسامتي وأنا أقاد إلى الموت أغمض ععيناي مرةً أخرى وهي تغلق زر الثوب الأخير ، كنت قد قررت أن أموت في حلمي قبل أن تقتلني هي في واقعها ! 
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق