الثلاثاء، مارس 18

ومن الحُــبِ ( ما أحيــا ) *

وتدفق إلى أوردتها دم جديد ، مرحى أيها القلب أنت تنبض ، بك من ألوان  الحياة مازهى ومن رائحة الصباح ما أنعش وأوقظ حواساً ألفت السبات .. 
لا شيء يموت حقاً .. 
هي التي ظنت أن الحياة بداخلها توقفت ، اليوم تشرع النوافذ وتفتح الأبواب .. لأجل أمل جديد أخبرها بقدومه . 
الحب وجنونه .. طرقاته الناعمة على نافذتها منذ ثمان صباحات هي عمر حياتها الذي بحثت عنه طويلا وربما وجدته خاملا رثا . 
هزته وأيقظته .. ألبسته الرغبة وأغرقته بعطر الشغف ومسحت على وجهه بسالف الأمنيات 
قرأت على صدره آيات الشفاء كي يعود .. وعاد ! 
في مكان بعيد .. فلتختلف الأمكنة ولتتفاوت الأزمنه ، عند الحب سنلتقي وسيكون توقيتنا خارج نطاق هذا الكون لا يتبع قوانينه المجحفة ولا يأبه لعقارب الساعات في أي زمن وأي مكان ، هو من يحكمنا أنا وأنت . 
فاتنه .. هكذا ومن هنا أحبت اسمها ووجدته مشابها للحظاتها التي ولدت .. نعم هي بالضبط تشبهها كما لو أن رحم الأيام التي حملتهما واحدة وكما لو كانتا توأمين . 
وبعد كل ذاك الركود .. انتعشت خرجت من صومعة الوحدة وظلام الإنعزال .. بين يوم وليلة هي هنا تشعر بكل شبر في جسدها وجسد الأحلام .
الحزن ينزوي بعيدا عن أنظار فرحتها التي ولجت إلى الروح وتمكنت من كل خلية فاسدة ، لقد غيرت الهواء ورائحة الأشياء وأصبح كل بعد قرب وكل انحناء شموخ .. تساءلت : كيف ؟ 
وأنا قبل هذه اللحظة ما كنت ؟ 
أترانا نختلف كثيرا حين نحب .. أم أننا نظهر فقط في كامل زينتنا على انسانيتنا الجميلة ؟ 
كيف يصنع الحب من الناس أشخاصا آخرين ؟ وهل هو جميل لدرجة عدم القدرة على شرحه ووصفه والتعبير عنه ؟ 
لم تحبس الأنفاس في الانتظار وعند الكلام وبين النظرات المسروقة .. ؟؟ 
يالروعة حدث كبير كالحب .. حين يجتث الألم ويجفف الأحزان . 
يالبهاء طلّته .. ولذة منطقه .. ويالجمال موسيقاه ! 
حلم هو وأمل .. لذة وحنين وشغف .. ترقب وشوق وامتزاج . 
قررت في لحظات السعادة أن لا تعود لحزنها .. وأن تبقى حيث هي إن لم تستطع أن تحب أكثر ، أن تفرح أكثر أن تزهو أكثر .. 
فكم هو الباقي من القادم ؟ 
وهل سيكون بوسعها أن ترى القادم ؟ إن لم يكن غير مجهول قد غزى الشيب رأسه واتكأ على علامة استفهام كبيرة وحضر مجالس البشر ولازال .. يأتي متنكرا ولا تعلم إن كان سيعطي أم سيأخذ ، إن كان سيبكي أم سيضحك ؟ 
لذا هي هنا الآن وهذا يكفيها .. هذا يملئها .. ولا يسمح لأي دخيل أن يسرق منه مكانه أو أن يستغل زمانه وهيئته ويحجز ببكاء القلوب مقعدا في قطار الحياة .. لا ، ليست هذه المرة أيضا ! ظنت أنه يكفيها ما مضى .. وأنه عليها أن ترمي بصندوق الأسى في أعمق محيطات النسيان ، لتستبدل ـه بنعمة الحياة التي تستحقها . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق